سورة الفجر - تفسير تفسير القشيري

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الفجر)


        


قوله جل ذكره: {وَالفَجْرِ وَلَيالٍ عَشْرٍ}.
الفجرُ انفجارُ الصُّبح وهو اثنان: مستطيلٌ وقصير؛ ففي التفسير: إنه فَجْرُ المحرَّم لأنه ابتداء السنة كلها، وقيل: فجر ذي الحجة.
ويقال: هو الصخور ينفجر منها الماء.
ويقال: أقسم به لأنَّه وقتُ عبادة الأولياء عند افتتاحهم النهار.
{وَلَيَالٍ عَشْرٍ} قيل: هي عَشْرُ ذي الحجة، ويقال: عَشْرُ المحرم؛ لأن آخرها عاشوراء. ويقال: العَشْرُ الأخيرة من رمضان.
ويقال: هي العَشْرُ التي ذكرها اللَّهُ في قصة موسى عليه السلام تمَّ به ميعاده بقوله: {وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ}.
ويقال: هو {فجرُ} قلوبِ العارفين إذا ارتقوا عن حدِّ العلم، وأسفر صُبْحُ معارفِهم، فاستغنوا عن ظلمة طلب البرهان بما تجلَّى في قلوبهم من البيان.
{وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ}.
جاء في التفاسير: الشفعُ يومُ النَّحْرِ، والوتر يوم عَرَفَة.
ويقال: آدم كان وتراً فشُفِعَ بزوجته حواء.
وفي خبرٍ: إنها الصلوات منها وتر (كصلاة المغرب) ومنها شفع كصلاة الصُّبْح.
ويقال: الشفع الزوج من العَدَد، والوتر الفَرْدُ من العدد.
ويقال: الشفع تضادُّ أوصاف الخَلْق: كالعلم والجهل، والقدرة والعجز، والحياة والموت. والوتر انفرادُ صفاتِ الله سبحانه عمَّا يضادُّها؛ علم بلا جهلٍ، وقدرة بلا عجزٍ، وحياة بلا موتٍ.
ويقال: الشفعُ الإرداة والنية، والوتر الهِمَّة؛ لا تكتفي بالمخلوق ولا سبيل لها إلى الله- لتَقَدُّسِه عن الوَصْلِ والفَصْل.. فبقيت الهِمَّةُ غريبةً.
ويقال: الشفع الزاهد والعابد، لأن لكل منهما شكلاً وقريناً، والوترُ المريدُ فهو كما قيل:
فريدٌ من الخِلاَّنِ في كل بلدةٍ *** إذا عَظُمَ المطلوبُ قَلَّ المساعدُ


{وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (3) وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ (4)}
{وَالْوَتْرِ} [3] هو اللّه تعالى.
{وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ} [4] ليلة الجمع تذهب بما فيها قال: باطنها والفجر محمد صلّى اللّه عليه وسلّم منه تفجرت أنوار الإيمان وأنوار الطاعات وأنوار الكونين.
{وَلَيالٍ عَشْرٍ} [2] العشرة من أصحابه الذين شهد لهم بالجنة. {وَالشَّفْعِ} [3] الفرض والسنة. {وَالْوَتْرِ} [3] نية الإخلاص للّه تعالى في الطاعات دون رؤية غيره فيهان.
{وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ} [4] أمته وذلك السواد الأعظم كما قال صلّى اللّه عليه وسلّم: «ليلة أسري بي رأيت سوادا عظيما ما بين السماء والأرض فقلت: ما هذا السواد يا جبريل؟ قال: هذه أمتك ولك سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب، لم تكلمهم الخطايا، ولم يدنسوا بالدنيا لا يعرفون إلا اللّه»، فأقسم اللّه به وبأصحابه وبأمته.


{وَالَّيْلِ إِذَا يَسْرِ}.
{يسري} يمضي.
قوله جل ذكره: {هَلْ فِى ذَلِكَ قَسَمٌ لِّذِى حَجْرٍ}.
{حِجْرٍ}. لُبٍّ. وجوابُ القَسَمِ: {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ}.

1 | 2 | 3